"عطونا صورة حلوة لدغري نبلّش نتحرّش"! بهذه العبارة، ختم جو ابو غزالة مقطع فيديو استهزأ فيه بنشر الممثلة المصرية رانيا يوسف صور المتحرشين بها. ظهر الرجل، الذي يقدم فيديوهات انتقادية وساخرة في مواقع التواصل، على انه لا يعارض التحرش بنساء يرتدين المايوه أو ثياباً مكشوفة.
يلوم ابو غزالة يوسف لنشرها صوراً ترتدي فيها ملابس مكشوفة، ويسخر من خطوتها لفضح المتحرشين. يلقي عليها بمسؤولية جذب المتحرشين بسبب لباسها، ويسترسل في الاستهزاء، غامزاً من تقدير لديه بأنها تتقصد استدعاء المتحرشين عبر ارتداء ما ترتديه.
لم يكتفِ ابو غزالة بتحميل رانيا يوسف المسؤولية. ينتقل، بدمه الثقيل وهرائه، الى روبي التي نشرت أخيراً صورة بالمايوه. يسخر ايضاً من تلك الصورة، من غير الاعتراف بحق النساء بارتداء ما يردن ارتداءه من ازياء، وبأنها حرية شخصية، وبأنه على الناس احترام خياراتهن الشخصية وبعدم ايجاد مبررات للمتحرشين.
وإذ تخطى كل ذلك، أوحى بأن المانع الوحيد امامه عن التحرش بهما، هو رداءة الصور. "عطونا صورة حلوة لدغري نبلّش نتحرّش"!
وتشهد مصر عودة قوية لحملة #أنا_أيضا (مي تو) التي انطلقت قبل أكثر من سنة، فيما بدأت الحكومة والسلطات الدينية باتخاذ مواقف أكثر صرامة من الموضوع، وذلك بعدما أثارت اتهامات موجهة الى طالب مصري بالاغتصاب والتحرش الجنسي والابتزاز موجة استنكار عارمة وغير مسبوقة بين شريحة شبابية في مصر، في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، تخطت محظورات كثيرة.
ونشر حساب أطلق عليه اسم "شرطة الاعتداء" في تطبيق "إنستغرام" منذ الأول من تموز/يوليو عشرات الشهادات لنساء تتهم ضد أحمد بسام زكي البالغ من العمر 22 عاما والمنتمي الى عائلة ثرية، بأنه متحرش ومغتصب.
وتراوحت الاتهامات بين جريمة اغتصاب في صالة ألعاب رياضية، وتوجيه رسائل مشينة وابتزاز، وترافقت مع لقطات من شاشات هواتف محمولة كأدلة على روايات النساء. وبعض الشهادات ضد زكي صادرة عن فتيات في سن 14 عاماً.
وأوقفت الشرطة في الرابع من تموز/يوليو زكي الذي اعترف، بحسب النيابة العامة، بالاعتداء على ست فتيات على الأقل، بينهن فتاة دون الـ18 عاماً، وابتزاز الضحايا.
وبينما ينتظر زكي المحاكمة، حرّكت قضيته موجة من الشكاوى الأخرى في مجتمع تشير تقارير الأمم المتحدة الى أن معظم النساء فيه تعرضن للتحرش بطريقة من الطرق.